نظم المجلس الباكستاني للمنقطعين ( PRC ) ندوة في جدة للتضامن مع الشعب الكشميري الذي يعيش تحت الاحتلال الهندي منذ تقسيم شبه القارة الهندية بين باكستان والهند ، والذي يتعرض لانتهاكات حقوق الانسان من قبل القوات الهندية المحتلة ، وقد حضر الندوة زعماء الجالية الباكستانية بجدة ، وبدئت الندوة بتلاوة مباركة من القرآن الكريم ، ثم بدأ المتحدثون في القاء كلماتهم عن كشمير وعن الشعب الكشميري وما يتعرض له من اضطهاد وقتل وتشريد على يد القوات الهندية ، وطالبوا الحكومة الباكستانية بالعمل على جعل الامم المتحدة تقوم بتنفيذ مضمون قراراتها القاضية بإجراء الاستفتاء الذي تقرر اجراؤه عندما اندلعت اول حرب بين باكستان والهند بعد قيام الهند بإرسال قواتها الى جمو وكشمير ، كما طالب المتحدثون منظمة التعاون الاسلامي والمنظمات الحقوقية الاخرى التدخل والضغط على الحكومة الهندية لاحترام حقوق الانسان في كشمير ، كما طالبوا الحكومة الباكستانية بإنهاء معاناة الباكستانيين المنقطعين في بنغلادش منذ عام 1971 وذلك بنقلهم وتوطينهم في باكستان .
وعندما جاء دوري للكلام ، شكرت منظمي الندوة على دعوتي للمشاركة في هذه الندوة التي تهدف للتضامن مع شعب كشمير الذي يرزح تحت الاحتلال الهندي منذ تقسيم شبه القارة الهندية بين باكستان والهند في عام 1947 ، وحسب نظرية الشعبين التي قسمت شبه القارة بموجبها بحيث تذهب المناطق التي يسكنها اغلبية مسلمة مع باكستان ، والمناطق ذات الاغلبية الهندوسية تكون مع الهند ، وكشمير باعتبار اكثر من 90 % من سكانها مسلمون فكان من الطبيعي ان تكون مع باكستان ، ولكن لان الحاكم فيها كان مهراجا هندوسي فقد طالب الهند بالتدخل لتبقى شبه مستقلة ولكن الهند لم توافق على طلبه مما جعله يرضخ لطلبها البقاء بقواتها في كشمير وادى ذلك الى رفض باكستان للوضع الذي رتبه المهراجا مع الهند فقامت اول حرب بين البلدين ، وتدخلت الامم المتحدة ودعت الى وقف اطلاق النار ، والتزم به البلدان واتخذت قرارات تدعو الى تنظيم استفتاء ليقول الشعب الكشميري كلمته ويقرر مصيره بنفسه وكان اول من اقترح الاستفتاء رئيس وزراء الهند جواهر لال نهرو ، إلا ان الاستفتاء لم يتم بسبب نكوص الهند وتراجعها عنه ، وقامت الهند بتنظيم انتخابات ، واعتبرتها بديل للاستفتاء ، ولكن ذلك لم يكن مقبولا للباكستان ولم توافق عليه الامم المتحدة وبقيت مشكلة كشمير اقدم مشكلة اسلامية ، ثم لحقتها بعد سنة مشكلة فلسطين وكلا المشكلتين من خلق الاستعمار البريطاني الذي تعود ان لا يخرج من بلد إلا ويخلق مشكلة والدليل مشكلتي كشمير وفلسطين اللتين تعتبران من اقدم المشاكل في العالم ، وعجزت الامم المتحدة عن حلهما بسبب تآمر الدول الغربية مع الهند فيما يتعلق بمشكلة كشمير ومع اسرائيل فيما يخص فلسطين ، وبسبب ضعف الدول الاسلامية وتفرقها وعجزها عن ممارسة الضغط للوصول الى حقوقها ، ولكن نرجو ان لا تطول مدة الضعف والتفرق ويحل محلها الوحدة والتضامن للحصول على حقوق المسلمين في جميع انحاء العالم وعلى وجه الخصوص في كشمير وفلسطين .
ان على الهند ان تجلس على طاولة المفاوضات مع باكستان لحل مشكلة كشمير حتى يستطيع البلدان ان يوجها جهودهما للتعاون فيما بينهما وتوجيه الموارد الاقتصادية والمالية فيما يعود بالنفع لشعبي البلدين بدلا من صرف تلك الموارد على سباق التسلح بينهما ، والحل موجود وموافق عليه من الامم المتحدة وهو الاستفتاء ومن الطرفين ويحتاج الى شجاعة وواقعية سياسية من القيادة الهندية ، أما فرض الارادة على شعب اعزل فهذا يخالف كل المواثيق الدولية التي تعطيه الحق في ان يقرر مصيره بنفسه .
في نهاية كلمتي تحدثت عن مشكلة الباكستانيين المنقطعين في بنغلادش وتجاهل الحكومات الباكستانية المتعاقبة عن مشكلتهم بالرغم من التضحيات التي قدموها من اجل باكستان ابتداء من هجرتهم من ولاية بيهار في الهند مرورا بوقوفهم مع الجيش الباكستاني اثناء الحرب الاهلية التي انتهت بانفصال باكستان الشرقية وقيام دولة بنغلادش التي اعتبرتهم خونه وبالتالي جمعتهم في مخيمات بائسة وتفتقر الى ابسط متطلبات الحياة ، وسبق ان كتبت وكتب غيري نطالب بنقلهم وتوطينهم في باكستان ، وعلى الاقل منحهم جوازات سفر باكستانية ليستطيعوا التحرك والتنقل وحل مشكلتهم بأنفسهم ، او حسب الخطة التي سبق ان تقدم بها المسئولون عن مجلس المنقطعين وتتمثل في التمويل الذاتي وهو ان يتم نقلهم وتوطينهم من قبل الحكومة الباكستانية ، على ان يسددوا التكاليف من دخولهم بعد الحصول على فرص عمل ، او من تبرعات اهل الخير .