خالص جلبي طبيب سوري الاصل كندي الجنسية مسلم  الديانة والثقافة درس الطب في المانيا وتخصص في جراحة الاوعية الدموية وهو بجانب كونه طبيب ، هو مفكر وكاتب وناقد ، وقد عمل في المملكة لأكثر من ثلاثين سنة كطبيب ، تنقل في عدة مناطق ، وكتب في معظم الصحف السعودية ، وانا شخصيا عرفته ككاتب قبل ان ادري انه طبيب ، وكنت احرص على قراءة مقالاته متى أتيحت لي الفرصة ، وكان في كتاباته يميل الى نقد التراث ، ويطالب بتجديد تفسير النصوص الى درجة ان احد الشيوخ وصفه بالزندقة والخروج عن الدين ، وطالب بإبعاده من البلاد ، ولكنه لم يبعد ، ورد الجلبي على الشيخ ردا مهذبا ودعا الله ان يغفر له ويهديه ، وقال ان التطرف ليس خيرا للبلد ولا لاحد ، وقال : انه مستعد لتقبيل راس الشيخ ليس تملقا له وانما حرصا على عدم وقوعه في الزلل من فرط الحماس للدفاع عن الاسلام .  

انتهت اقامة خالص جلبي في المملكة ، ولا ادري كيف انتهت ، وهل هو طلب عدم تجديد عقده ، أم ان الجهة التي كان يعمل لديها انهت العقد ، الذي حصل انه تو جه الى المغرب ، واشترى منزلا يطل على المحيط الاطلسي كما قال في محاضرة القاها في احد النوادي ، امتدح في تلك المحاضرة المغرب واهل المغرب وكال لهم المديح وانهم ودودون ومتسامحون ويحبون الاجنبي ويكرمونه كما انه سعيد بجو المغرب المعتدل والممطر ، وقال انه يشعر بالأسف على السنين التي قضاها في الخليج عند قوم ليس عندهم إلا فائض من مال ، واستشهد بقول ابن خلدون عن تأثير الطقس على سلوك الناس وتصرفاتهم .

اغضبت كلمات  الدكتورخالص جلبي كثير من المثقفين والكتاب السعوديين الذين استطلعت جريدة عكاظ اراءهم حول ما ورد في محاضرته حيث قال الكاتب خالد السليمان : اجل ندمت ايها اللئيم ، صدقني نحن اكثر ندما على فتح ابوابنا وقلوبنا لأمثالك ، فيما قال الكاتب والاكاديمي عبد السلام الوايل : ان التعميم المسيء الذي اطلقه خالص جلبي بحقنا كشف عن انه كان يعيش  بين أناس لا يحبهم ولا يحترمهم ، وهذا من خوارم المروءة ، اذ من حسن طبائع الانسان الامتنان لمجتمع استضافه ، كما تساءل الكاتب وحيد الغامدي لماذا يختم خالص جلبي مسيرته بهذا الرخص ؟ واضاف : كنا نتداول مقالاتك وكانت تشدنا افكار التجديد التي كانت تتضمنها ، فما الذي اجبرك على هذا المستوى من اللؤم . أما الكاتب خالد العضاض فأكد انهم عرفوا جلبي مرتزقا ومتزلفا بلا مبدأ في بريدة ، وانه كان يثني ثناء المنبطح المنافق على احد كتاب جريدة الرياض الكبار في وجهه ثم يثلبه في حين غفلة من سمعه في ذات المجلس أما الكاتب والاكاديمي الدكتور احمد عبد الله التيهاني فاكد ان ما يصدر عن خالص جلبي ومن هو على شاكلته ليس مستغربا كونهم لا يقيمون للقيم والمباديء أي قيمة وما يقوله عن المغرب سبق ان قاله عن المملكة عندما قدم اليها مشردا ومطاردا ، وعده مرتزقا ، اذ سبق ان كتب في صحيفة الوطن وكان يتقاضى 15 الف ريال شهريا ، وعزا الشاعر ابراهيم طالع : ما ورد على لسان جلبي الى انهاء التعاقد معه ، وانقطاع ثدي الدفع كونه وامثاله يتخلون عن كل نقد موضوعي امام المال ، فلا غرابة ان يكون متقلبا وحربائيا ويعيش بأكثر من وجه . أما الدكتور سليمان الهتلان فقد طالب جلبي بالاعتذار ، واضاف : ظننت مخطئا انك كمثقف وطبيب وعربي اكبر من ان تنزلق الى لغة التعميم  والتعالي والاستهزاء ونكران الجميل مع مجتمع عاملك بكل إجلال وتقدير ، وأكدت الدكتورة لمياء باعشن ان جلبي لم يكن مسيئا للسعودية بكلماته المشينة بل كان مسيئا لنفسه المنحطة ، فقد ازال قناع التملق عن وجهه القبيح ، واضافت اننا عاملناه بأصلنا الكريم ولكن النفس الخبيثة لا تنبت إلا الخبث ، ولم يستبعد الكاتب الدكتور عبد الله الكعيد دخول جلبي مرحلة الخرف بسبب الشيخوخة ، مشيرا الى ان بعض اللؤماء العرب يحملون متلازمة العداء والحقد على الخليج وشعبه دون مبرر سوى اننا نحسن الظن بهم ونمكنهم من مشاركتنا في خيرنا دون منة ولا اذى .

ما ذكرته آنفا بعض تعليقات من سألهم مندوبو عكاظ ، وهناك مقالات وتعليقات في صحف اخرى ، كما ان هناك كثير من التغريدات في تويتر تهاجم الدكتور خالص جلبي وتتهمه بنكران الجميل ونسيان المعروف ، وانا شخصيا لا اجد مبررا لهذا الهجوم الزائد واعتقد ان من حق الجلبي او غيره ان يتأسف على سنين قضاها عندنا او عند غيرنا ، ولكني في نفس الوقت الومه على التعميم عندما قال : انه عاش عند قوم ليس لديهم إلا فائض من مال فهذه المقولة بجانب كونها غير صحيحة في الواقع ، حيث ان لديه هو من المال اكثر مما لدى كثيرين ممن عاش عندهم ، كما ان بعض من لديهم فائض من مال لديهم ايضا فكر وعلم واخلاق .          

Comments are disabled.