بعد نشر مقالي السابق في هذه الجريدة والمتعلق بنظافة وصيانة المساجد ، تلقيت عددا من الاتصالات والرسائل الالكترونية ، يبدي مرسلوها ملاحظاتهم واقتراحاتهم حول الموضوع ، وكانت معظم الملاحظات والاقتراحات تتعلق بنظافة الحمامات واماكن الوضوء الملحقة بالمساجد التي تقع على الطرق الموصلة بين المدن ، والوضع السيء الذي هي عليه مما يمثل صعوبة قصوى للمسافرين على تلك الطرق وخصوصا النساء والاطفال الذين يحتاجون الى قضاء حوائجهم ، ولكن وضع الحمامات مزري وغير قابل للاستخدام نتيجة القذارة والمخلفات الادمية المتجمعة في غير مكانها داخل الحمام وعدم وجود من يقوم بتنظيفها .

من الرسائل التي تلقيتها رسالة من حرم سفير غانا في المملكة والتي تذكر فيها انها سافرت من الرياض الى مكة وتقص ما وجدته في طريقها ، وسوف انقل الرسالة بكاملها ، حيث تصف المشكلة التي واجهتها وتقترح الحل ، فليت المسئولين عن المساجد في وزارة الشئون الاسلامية يأخذون بما ورد في رسالة هذه السيدة  المحترمة التي لم يسرها وضع الحمامات الملحقة بالمساجد بين الرياض ومكة المكرمة والتي مرت بها اثنا سفرها بين المدينتين  ورغبت في المساهمة في اصلاح وضع تلك المساجد :

I am HAJIA RAMATU DAMBA, wife of the Ambassador of Ghana to the Kingdom Of Saudi Arabia.

This message is in response to your article concerning the maintenance of mosques in the Kingdom Of Saudi Arabia. I read the article and feel I should contact you for more details because it happened I travelled from Riyadh to Makkah and I saw so many filth in some of the mosques that I prayed in. So I would want to you to direct me to the appropriate outfit to see if I could lease out with them to get some workers from Ghana mainly for the cleaning of the bathrooms and the mosques. Both male and female.

ولا شك ان السيدة الكريمة قد قدمت حلا لمشكلة تنظيف الحمامات  الملحقة بالمساجد ، والتي تكون في الغالب في وضع غير نظيف وغير صحي ، وما دام ان مثل هذا العمل مقبولا من الرجال والنساء في غانا فيمكن استقدام عمال وعاملات لهذا الغرض من غانا ، والافضل ان تتولى وزارة الشئون الاسلامية استقدام العمال والعاملات مباشرة ، وليس عن طريق الشركات  والمقاولين الذين لا يهمهم الا تو قيع العقود واخذ المبالغ الخيالية واستقدام عمال من بعض البلاد الاسيوية برواتب بخسة وشروط عمل غير منصفة ،  بالإضافة الى ان العمال من بعض البلاد لا يقبلون عمل التنظيف عموما و تنظيف الحمامات على وجه الخصوص ويعتبرون عمل التنظيف من اختصاص بعض الطبقات الدنيا في المجتمع ، أما كيف يقبلون توقيع  عقود عمل تنظيف ويقدمون الى البلد على هذا الاساس ، فإنها الحاجة اجبرتهم على ذلك ، ولكنهم عندما يصلون الى هنا ويجدون الراتب ليس كما وعدوا به ، وبيئة العمل مختلفة عما وعدوا به كذلك ، وبالتالي فلا شيء يجعلهم يحرصون على القيام بواجباتهم على ما يرام .

وقد اشرت في مقالي السابق ان وزارة الشئون الاسلامية والاوقاف كانت تعين فراشين للمساجد مثلما تعين أئمة ومؤذنين وكانت هناك مراقبة ومتابعة وكانت الوزارة تصدر شهادات شكر وتقدير وربما كانت ايضا تصرف مكافآت للمسئولين عن المساجد التي تتميز بالنظافة ، وكان يوقع تلك الشهادات وزير الحج والاوقاف الشيخ عبد الوهاب عبد الواسع عندما كان وزير للحج والاوقاف قبل ان تنفصل وزارة الج عن الشئون الاسلامية ، وقد ورد في المقال السابق ان من يوقع الشهادات وزير العمل والصحيح هو وزير الحج والاوقاف ، وكان الفراشون في المساجد يتنافسون على اظهار المسجد بالمظهر اللائق والنظيف ، وكما قلت ان شهادات الشكر والتقدير كانت تصدر وتوضح المستوى الذي استحقه المسجد ، وكان المسجد الذي لا يحصل على علامة جيدة يحاسب الفراش الذي يتولى تنظيفه ربما بتوجيه انذار له او الحسم من راتبه ، كما كان يلفت نظر الامام  ، حيث لا يمكن السكوت عن الامام وربما  المؤذن اذ كانوا يكملون بعضهم بعضا ، وكان للإمام حق الاشراف ، واظنه مازال له هذا الحق ، ولكن كثير من الائمة  في الوقت الحاضر يفتقرون الى الانضباط والمواظبة فكيف يتوقع منهم مراقبة الفراشين والمؤذنين ، وقد كنت وما زلت اصلي في مسجد واجد الفراش وهو من المقيمين يتولى الامامة والآذان بجانب تنظيف المسجد  ، ويقوم بذلك في اوقات كثيرة ، واظنه يحصل على مبلغ مالي من الامام والمؤذن في مقابل قيامه بعملهما اثناء غيابهما وبطريقة غير رسمية . 

Comments are disabled.