نشرت بعض الصحف الورقية والالكترونية خبر قيام أمين المنطقة الشرقية المهندس فهد بن محمد الجبير بتكريم عامل النظافة محمد ملتزم ، من الجنسية البنغلادشية ، وذلك لقيامه برفع علم المملكة بعد ان اسقطته الرياح الشديدة المصاحبة للأمطار الغزيرة التي هطلت مؤخرا على مدينة الدمام ، وفي التفاصيل ، انه واثناء قيام عامل النظافة بتأدية عمله سقط علم المملكة على الارض نتيجة الرياح الشديدة والامطار الغزيرة ، فأسرع العامل البسيط برفع العلم ووضعه على كتفه احتراما له وحبا للمملكة وخوفا من ان يدنس العلم الذي يحمل كلمة التو حيد لا إله الا الله محمد رسول الله .
وعندما شاهد امين المنطقة الشرقية صورة العامل الذي نشرته بعض المواقع الالكترونية وهو يرفع العلم من الارض ويضعه فوق كتفه في خطوة تدل على حب وتقدير للعلم وما يمثله ، قرر تكريم هذا العامل الشهم تجاه احترامه لراية التوحيد وتقديره للوطن الذي يعيش فيه ، ووجد الامين ان هذا التكريم هو اقل شيء يمكن تقديمه لهذا العامل المخلص الذي لم يكتفي بإداء عمله في الظروف الصعبة ، ولكنه عندما رأى العلم يسقط بسبب الرياح الشديدة والامطار الغزيرة ، هب لرفع العلم من الارض ووضعه فوق كتفه واستمر يؤدي عمله بأمانة واخلاص ، وقد حضر حفلة التكريم وكيل الامين للخدمات المهندس صالح الملحم ، ومستشار الامين للشئون الاعلامية محمد الصفيان ، ومدير إدارة النظافة الدكتور حمد المديني ورئيس بلدية وسط الدمام المهندس عبد الله الشمري .
لاشك ان هذا التكريم من قبل امين المنطقة الشرقية وزملائه تعتبر لفتة تستحق الشكر ، ولا ادري ان كان التكريم تضمن مبلغا ماليا ام انه اقتصر على الدرع الذي ظهر في الصورة والذي لا يحتاجه العامل بقدر حاجته الى المال مهما قل المبلغ خصوصا في ضوء الرواتب التي يتقاضاها هؤلاء العمال والتي تعتبر بخسة بكل المعايير ، ولا ادري كيف تقبل الامانات والبلديات التي تدخل اعمال النظافة تحت اختصاصها ، كما تدخل تحت اختصاصها العقود التي توقع مع المؤسسات والشركات والمقاولين وتبلغ مئات الملايين ، وتقوم بمنح العمال وهم اهم عنصر في عملية النظافة رواتب لا يكفي راتب الواحد منهم في الشهر ثمن وجبة عشاء لرجل وزوجته في مطعم محترم في الرياض او جدة ، فكيف يطلب ممن يتسلم راتب بهذه الضآلة ان يؤدي عملا متقنا ، وان لا يلجأ الى البحث عن مصادر دخل أخرى ليستطيع ان يعيش هنا ويرسل لأهله في بلده ما يتوقعونه منه ، وكان يجب على من يضع المواصفات لمشاريع النظافة ان يشترط عدد العمال الذين سيؤدون العمل ومقدار الرواتب التي يجب ان تعطى لهم مقابل ما يؤدونه من عمل ، أما ان يترك الامر للشركات والمؤسسات والمقاولين فلن يعطون العمال إلا الفتات ، ولن يضحوا بما يعتبرونه مكاسب لهم ، وسوف يعملون على استقدام عمالة رخيصة ويعطونهم الفتات ويستأثرون بالملايين ، على حساب هؤلاء العمال ، وعلى حساب نوع الخدمة التي سيؤدونها ، فالعامل انسان اذا شعر بالظلم فلن يخلص في عمله وسيبحث كما قلت لمصادر للدخل يعوض بها الراتب القليل الذي يتقاضاه ، ومن هنا تجد بعض عمال النظافة يلجأ الى الشحاتة ، والبعض الآخر يقوم بغسل السيارات وتنظيفها وآخرون ينقلون الاحمال للمتبضعين من السوبر ماركت ، وتجد من ينتقد عمال النظافة ويتهمهم بالإهمال والانصراف عن اعمالهم الاساسية الى اعمال لا علاقة لها بالنظافة ، وما استقدموا له ، وفي هذا اجحاف كبير وظلم لهؤلاء العمال الذين استغلوا اسوأ استغلال من قبل من استقدمهم ، وفي الحقيقة ان الاستغلال يبدأ من بلادهم من قبل مندوبي الشركات الذين يذهبون الى بلاد العمال وهناك يستقبلهم السماسرة المحليون ويغدقون عليهم اصناف الضيافة المختلفة ومبالغ مالية عن كل عامل يتم اختياره ، وكل هذا على حساب العامل المسكين الذي ربما باع ارضه وممتلكاته وحلي زوجته ، في سبيل ان يجد فرصة للعمل في المملكة بعد ان يكون قد تلقى الوعود بالراتب الجيد ، والسكن الواسع ، وبيئة العمل المريحة ، وعندما يصل يواجه بالواقع المخالف لكل الوعود التي قدمت له في بلده .
ليت امين المنطقة الشرقية ، والامناء الآخرين ، ورؤساء البلديات ينصفون هؤلاء العمال ويرفعون الظلم الذي يتعرضون له من قبل المؤسسات والمقاولين الذين يعطونهم رواتب ضئيلة جدا ، ومساكن ضيقة ومزدحمة ، وبيئة عمل سيئة ، وانصافهم ورفع الظلم عنهم افضل واحسن تكريم لهم جميعا وما فعله محمد ملتزم من رفع العلم سوف يفعله أي واحد منهم بدون استثناء نظرا لكون العلم يحمل كلمة التوحيد التي تعني لهم الكثير .