المسئولية الاجتماعية هي التزام اخلاقي يفرض على أي كيان سواء كان منظمة او فرد او مجموعة ان يقوم بعمل يهدف الى اصلاح المجتمع ، وتحسين أوضاع افراده دون البحث عن أي مردود مادي او مصلحة شخصية ، كما تعني الامتناع عن القيام بأي عمل ضار يتسبب في اذى للمجتمع او احد افراده بصورة مباشرة او غير مباشرة ، ولعل اهم مظاهر المسئولية الاجتماعية هي إعطاء الحقوق كاملة لمن له حق ، كما ان من مظاهر المسئولية الاجتماعية حماية البيئة ، وعدم الاضرار بها ومن مظاهر حمايتها التوقف عن استعمال كل ما يتسبب في اذى للبيئة او المجتمع او احد افراده كما هو حاصل من اسراف في استخدام الأدوات المصنوعة من البلاستك والذي يصعب تحلله وما يسببه من تشويه للبيئة وزيادة  انتشار التصحر كما ان من ابسط مظاهر المسئولية الاجتماعية المساعدة في جعل المدن والقرى نظيفة وذلك بتحمل المسئولية حيال وضع النفايات في اماكنها المخصصة لها وإزالة الأذى عن الطريق والذي يعتبر احد شعب الايمان كما ورد في الحديث الشريف ، فلا يكفي عندما نرى النفايات منتشرة في الشوارع والأزقة  ان نضع الحمل على عامل النظافة ولكن يجب ان نساعده برفع ما قد نراه في الشارع من نفايات حتى لا يشعر عامل النظافة بالدونية ، بجانب انصافه ومنحه الراتب الذي يتناسب مع عمله ومجهوده.  

يكثر الحديث عن المسئولية الاجتماعية وما تقوم به الشركات والبنوك من أنشطة وأعمال تصب في خدمة المجتمع وتقام الندوات والمؤتمرات وتكتب المقالات التي تتناول التكافل الاجتماعي وفضائله وعن المسئولية الاجتماعية ودورها في خدمة المجتمع ويشارك في هذه الملتقيات والندوات بعض أساتذة الجامعات ومندوبون من الغرف التجارية ومن النوادي الرياضية ومن تعينهم الشركات الكبرى والبنوك للتعامل مع المسئولية الاجتماعية ويتنافس المتحدثون والراعون والمشاركون في تلك المؤتمرات والندوات في شرح أهمية المسئولية الاجتماعية ، كما يسهب مندوبو الشركات والبنوك في الحديث عن ما تقوم به الجهات التي يعملون لديها او يتكلمون باسمها من خدمات للمجتمع ، وهي في بعض الاحيان لا تزيد عن ما يصرف للدعاية للجهات التي جندتهم وأغدقت عليهم الأموال والعطايا لتتم الدعاية للجهة المانحة وتسليط الضوء على رعايتها وبذلها في سبيل إقامة تلك الندوات والمؤتمرات ويتركز الحديث على ما تبذله لخدمة المجتمع وان كان ما ينفق لا يرقى الى ما تعنيه المسئولية الاجتماعية وربما يكون الهدف هو الحصول على العقود والصفقات وقد يكون لزوم سير اعمال هذا المقاول او ذلك .. وعلى أي حال هذا الكلام ليس على اطلاقه فقد يكون هناك شركات وبنوك ورجال اعمال يصرفون على أسر فقيرة وفي بناء المساجد ويعتبرون ذلك جزء من المسئولية الاجتماعية  ولأن الدولة لا تفرض ضرائب فيجب والحالة هذه ان يقدر رجال الاعمال والشركات والمقاولون ذلك ويتقدمون من عند انفسهم بمبادرات سخية لخدمة المجتمع كبناء مستشفى او مدرسة او ملجأ لكبار السن او دار للأيتام وقبل ذلك كله ان يعطى العاملون لدى هذه الشركات والمقاولين رواتب مجزية وان تصرف هذه الرواتب في اوقاتها وان لا يكلف الموظف او العامل فوق طاقته وان لا يطلب منه العمل في الأوقات شديدة الحرارة او شديدة البروده وان يوفر لهم المساكن الجيدة والطعام الجيد وبيئة العمل الجيدة فلا معنى لتخصيص مكاتب وموظفين للدعاية للمسئولية الاجتماعية اذا كان بعض العاملين لدى تلك الشركات والمقاولين لا يحصلون على كل حقوقهم في الاوقات المحددة .

د . علي محمد سعيد الغامدي

Comments are disabled.