نظم المجلس الباكستاني للمنقطعين ( PRC ) ندوة بجدة لإحياء ذكرى ميلاد القائد الاعظم محمد علي جناح الذي يعتبر مؤسس جمهورية باكستان الاسلامية ، وقد حضر الندوة بعض زعماء الجالية الباكستانية بجدة ، وقد بديت الندوة بتلاوة مباركة من القرآن الكريم ، بعد ذلك توالى المتحدثون يعددون مناقب وصفات هذا الزعيم التاريخي الذي استطاع قيادة حزب الرابطة الاسلامية لعموم الهند الى تحقيق الحلم الذي كان يراود مسلمي شبه القارة الهندية بالحصول على وطن لهم يحميهم من تغول الهندوس ، كما القيت بعض القصائد في مدح الرسول صلى الله عليه وسلم كعادة الباكستانيين في مثل هذه المناسبة والقيت قصائد تمجد القائد الاعظم والتضحيات التي قام بها وقاد الجماهير المسلمة للقيام بها ، كما تطرق المتحدثون الى مشكلة الباكستانيين المنقطعين في بنغلادش منذ قيام تلك الدولة على انقاض باكستان الشرقية وفشل الحكومات الباكستانية المتعاقبة في الوفاء بالوعود التي قطعتها لأولئك المواطنين الذين ضحوا كثيرا في سبيل البلد الذي اختاروه عندما قسمت شبه القارة الهندية بين باكستان والهند في عام 1947 وهو باكستان ، وضحوا مرة اخرى عندما وقفوا مع الجيش الباكستاني لبقاء باكستان موحدة ، وطالبوا الحكومة الباكستانية بحل مشكلة اولئك المنقطعين بنقلهم وتوطينهم في باكستان .
عندما جاء دوري في الكلام ، شكرت منظمي الندوة على دعوتي لأكون ضيف شرف في هذا اللقاء المبارك ، وللتحدث عن الزعيم الخالد القائد الاعظم محمد علي جناح ، الرجل الذي قال عنه الكاتب الامريكي استانلي ولبرت :
“Few individuals significantly alter the course of history. Fewer still modify the map of the world. Hardly anyone can be credited with creating a nation-state. Mohammad Ali Jinnah did all three.”
ولم اجد اصدق من هذه المقولة للكاتب الامريكي الشهير فالقائد الاعظم بحق غير مسار التاريخ وعدل خريطة العالم وانشأ دولة ، ورجل كهذا يستحق ان نقدره ونحترمه ونحتفل بمولده .
لقد ناضل القائد الاعظم وكافح على جبهتين ، فعلى جبهة ناضل مع الهندوس ضد الانجليز لتستقل الهند وتبقى بلد موحد ، ولكنه عندما وجد انه ليس من الحكمة ان يستبدل المسلمون حكم الانجليز بحكم الهندوس ، وتأكد له ان المسلمين لن يحصلوا على كامل حقوقهم تحت حكم حزب المؤتمر الهندي ، فاستقال من الحزب الذي كان من قياداته ، وتزعم حزب الرابطة الاسلامية ، وطالب بدولة للمسلمين باعتبارهم امة مختلفة عن الامة الهندوسية ، وتحقق له ولزملائه من قيادات حزب الرابطة ، ما ارادوا بقيام دولة باكستان في عام 1947 وحصلت اكبر هجرة في التاريخ فملايين المسلمين هاجروا من الهند الى باكستان ، كما ان اعداد كبيرة من الهندوس والسيخ هاجروا من باكستان الى الهند .
ركزت في خطابي على الذين هاجروا من ولاية بيهار الهندية الى باكستان الشرقية واصبحوا مواطنين باكستانيين ، وعندما قامت دولة بنغلادش اعتبرتهم خونة لوقوفهم مع الجيش الباكستاني لبقاء باكستان موحدة واجبروا على ترك منازلهم والعيش في مخيمات بائسة في انتظار تحقيق وعود الحكومات الباكستانية المتعاقبة بنقلهم وتوطينهم في باكستان ، إلا ان تلك الوعود لم تتحقق وبقي حوالي ربع مليون باكستاني في وضع مزري في مخيمات بائسة لا تليق بمواطني باكستان، وعليه يضع المنقطعون املهم في الحكومة الجديدة ورئيسها عمران خان وحسب ما يرد من اخبار انه متفهم للمشكلة ولديه الرغبة في حلها فنأمل ان تكون نهاية المعاناة على يديه ، وسوف يدخل التاريخ ان هو اوجد حلا لمشكلة وطنية لم يرد من كان قبله حلها ، ولابد من تذكيره بحديث الرسول صلى الله عليه وسلم ( هل تنصرون وترزقون إلا بضعفائكم ) رواه البخاري ، وفي حديث آخر رواه النسائي وصححه الالباني ( إنما ينصر الله هذه الامة بضعيفها بدعوتهم وصلاتهم وإخلاصهم ) واول خطوات الحل هو اصدار امر الى السفارة الباكستانية في داكا بمنحهم جوازات سفر باكستانية تمكنهم من الحركة والتنقل ، أما تجاهلهم وعدم الاهتمام بهم فمن المؤكد ان ذلك يسيء الى باكستان وتاريخها والفكرة التي قامت عليها ، كما يسيء الى القائد الاعظم محمد علي جناح الذي قال : لولا المذبحة التي تعرض لها المسلون في بيهار لما قمت باكستان .
وانهيت خطابي بتذكير المسلمين عامة والباكستانيين بصورة خاصة لما يتعرض له مسلمو كشمير التي ترزح تحت الاحتلال الهندي من قتل وتشريد ، وطالبت حكومات الدول الاسلامية ومنظمة الامم المتحد بالضغط على الحكومة الهندية لتنفيذ قرارات الامم المتحدة بإعطاء الكشميريين حق تقرير المصير الذي كفلته كل الشرائع السماوية والقوانين الدولية .