احتفل الباكستانيون بيوم باكستان ، وهو اليوم الذي اجتمع فيه قادة المسلمين في شبه القارة الهندية في لاهور واتخذوا القرار الذي عرف بقرار لاهور او قرار باكستان ، وهو القرار الذي انهى كل محاولة لتوحيد المسلمين والهندوس في جبهة واحدة للمطالبة بالاستقلال من الحكومة البريطانية ، وكان حزب المؤتمر الهندي قد بدأ حركة سماها ( QUIT INDIA ) او ارحلوا من الهند ، فقام المسلمون بحركة مماثلة ( INDIA QUIT ( DEVIDE AND او قسم وارحل من الهند .
في جدة نظم المجلس الباكستاني للمنقطعين ( PRC ) ندوة للاحتفال بالمناسبة ودعيت اليها ومما قلت في الكلمة التي القيتها في الندوة : تعود فكرة باكستان الى القرن الحادي عشر الميلادي ، عندما قام العالم والمؤرخ العربي البيروني بدراسة المجتمع الهندي وكتب عددا من الكتب ، وفي بعضها اوضح استحالة التوافق بين المسلمين والهندوس والعيش في مجتمع واحد ، وقد يكون ما كتبه البيروني هو الاساس لنظرية الشعبين التي على اساسها قسمت شبه القارة بين الهند وباكستان بعد محاولات كثيرة للتقريب بين الطائفتين ، وكان القائد الاعظم محمد علي جناح قد بدأ حياته السياسية في حزب المؤتمر وكان من القيادات الشابة فيه ، ولكنه وجد ان حقوق المسلمين غير مضمونة ، وليس لدى القيادات الهندوسية رغبة في اعطاء المسلمين حقوقهم كاملة ، ولهذا السبب ترك حزب المؤتمر وانضم الى حزب الرابطة الاسلامية لعموم الهند ، والتي اصبح فيما بعد رئيسا ومسئولا عنها ، وحتى بعد ذلك بقي يعمل على تحقيق الوحدة بين مكونات المجتمع الهندي مع حفظ حقوق الاقليات وخصوصا المسلمين الذين تضرروا كثيرا من نتائج الثورة التي قامت ضد الانجليز في عام 1857 حيث كان لهم الدور الاكبر في قيامها وبالتالي تحملوا الجزء الاكبر من نتائج فشلها .
في مؤتمر حزب الرابطة الاسلامية لعموم الهند ، تقدم الزعيم البنغالي فضل الحق بمشروع القرار الذي وافق عليه المجتمعون بالإجماع وعرف بقرار باكستان او قرار لاهور والذي نص على ان مسلمي شبه القارة لا يقبلون باقل من وطن مستقل هو باكستان وانهم سوف يناضلون من اجل تحقيق هذا الهدف مهما بلغت التضحيات بقيادة القائد الاعظم محمد علي جناح ورفاقه من كل انحاء الهند ، وقد سرع بتحقيق قيام باكستان الاضطرابات الطائفية بين المسلمين والهندوس وخصوصا المذابح التي وقعت للمسلمين في ولاية بيهار ، والتي قال عنها القائد الاعظم : لولا المذبحة التي تعرض لها المسلمون في بيهار ، لما قامت باكستان .
بحلول عام 1947 اقتنع الجميع بوجوب تقسيم شبه القارة بناء على نظرية الشعبين والتي تنص على ان المناطق ذات الاغلبية المسلمة تتبع باكستان ، والمناطق ذات الاغلبية الهندوسية تتبع الهند ، ولم تطبق النظرية فيما يتعلق بكشمير ذات الاغلبية المسلمة ، والتي كان المفروض ان تتبع باكستان ، ولكن المهراجا الذي كان يحكمها انضم الى الهند ، ولم تقبل باكستان بهذا الانضمام ، وقامت اول حرب بين البلدين وتدخلت الامم المتحدة وفرضت وقف اطلاق النار وتقرر ان يجرى استفتاء ليقرر شعب كشمير مصيره بنفسه ووافق الطرفان عليه ، إلا ان الهند تراجعت عن موافقتها على الاستفتاء ، واعتبرت الانتخابات التي جرت في الجزء الذي تحتله الهند وفاز فيها الشيخ محمد عبد الله الموالي للهند اعتبرت ذلك بمثابة الاستفتاء ، واستمر التوتر في علاقات البلدين مما يهدد بالأسوأ خصوصا وان الدولتين من اعضاء النادي النووي .
باكستان هي الدولة الاسلامية النووية الوحيدة في العالم ولديها جيش قوي وثروة بشرية هائلة ولديها بعض المشاكل الداخلية مثلها مثل أي دولة اخرى ولكنها قادرة على التعامل مع تلك المشاكل ، وانا كمحب لباكستان وكمعترف بفضلها علي فقد كانت اول بلد تطاها قدماي بعد بلدي المملكة العربية السعودية وقضيت فيها خمس سنوات من حياتي الدبلوماسية ، بالإضافة الى انني تلقيت فيها تعليمي الجامعي ، وما لا يسرني من امرها وجود ما يقارب ربع مليون من رعاياها منقطعين في بنغلادش منذ انفصال باكستان الشرقية ووضعهم في مخيمات بائسة وتفتقر لأبسط متطلبات الحياة وفي انتظار تحقيق الوعود التي قطعتها الحكومات الباكستانية المتعاقبة بنقلهم وتوطينهم في باكستان التي هاجروا اليها منذ 1947 ووقوفهم مع الجيش الباكستاني للحفاظ على باكستان موحدة ، واذا كانت بنغلادش قد اعتبرتهم خونة لوقوفهم مع الجيش الباكستاني ضدها ، فهل يستحقون من باكستان التجاهل والاهمال أليس من العدل معاملتهم مثل بقية الباكستانيين فهم عندما هاجروا من الهند هاجروا الى باكستان ولم يهاجروا الى بنغلادش ، ولذلك فعلى باكستان مسئولية وطنية وانسانية واخلاقية تجاههم ، واهيب برئيس الوزراء الحالي عمران خان بان يتحمل المسئولية ويحل مشكلة اولئك الباكستانيين المنقطعين في بنغلادش .