نشرت جريدة عكاظ تحقيقا اجراه عبد الله الداني تناول فيه موضوع صيانة المساجد بين ميزانية الوزارة واموال المحسنين ، وفي التفاصيل اشار التحقيق الى ان الشئون الاسلامية تشرف على عدد 2500 مسجد في جدة لوحدها ، وان هناك عددا من المساجد تابعة لأوقاف خاصة يشرف نظار تلك الاوقاف على المساجد التابعة لها ، كما اشار الى ان المدير العام لإدارة المساجد بمحافظة جدة سعيد المالكي قال ان لدى ادارته 11 مجموعة تتولى صيانة المساجد وكل مجموعة لديها 100 مسجد تقوم بصيانتها بموجب عقود طويلة الاجل تصل الى ثلاث سنوات وقال ان  الجهات تقوم بواجبها إلا ان هناك بعض القصور من حيث مواد النظافة او غيرها ولكنه اكد ان المستوى العام اكثر من جيد جدا ، واوضح ان ثمانية مساجد في مجموعة منفصلة يبلغ عقد صيانتها اربعة ملايين ريال نظرا لأهميتها وكبر احجامها ، وذكر ان صيانة جامع الملك سعود في الشرفية تبلغ خمسة ملايين ريال .

من جانبه اكد مساعد مدير فرع وزارة الشئون الاسلامية في منطقة جازان المهندس محمد عاشور ان الصيانة تمثل اكبر مشكلة تعاني منها الوزارة ، ويضيف عاشور الذي ترأس ورشة عمل لبحث مشكلات صيانة المساجد وحلولها ان الورشة هدفت الى البدء بموضوع الصيانة في جازان لأنها كانت متأخرة عن بقية المناطق بثلاث سنوات بدون صيانة ، لكن الامر تحسن بعد ان تم  الف جامع وبدأت المجموعة الاولى بعدد 350 جامعا ومسجدا والعمل فيها يسير على احسن وجه ، ومجموعات اخرى في طريقها الى الترسية ، وقال ان مشكلة الصيانة ليست في الشركات بقدر ما هي في ثقافة المجتمع ، فلو ادرك المجتمع اهمية الاهتمام بالمساجد وصيانتها والحفاظ عليها لخفت الاعباء بشكل كبير ، ويقترح المهندس عاشور تدريس الطلاب منذ الصغر الحفاظ على الممتلكات العامة خصوصا المساجد الذي يجب على الجميع العناية بها ، واشار الى سوء الاستخدام من قبل البعض لدورات المياه ، وذكر ان بعض من يتولى بناء المساجد يبنيها بطريقة غير سليمة وهذا يحدث في المناط الصغيرة والبعيدة ، واشار الى ان الوزارة عملت كراسة شاملة تتعلق بالصيانة وانها بدأت بشكل تجريبي وانها صنفت المؤسسات التي تقوم بالصيانة بحيث لا تدخل المناقصة إلا المؤسسات المؤهلة ، وذكر ان الوزارة قد اعدت عدة دراسات حول صيانة المساجد وانهم ولم يهملوا الافكار التي استقوها من خارج المملكة في مجال الصيانة وسيتم تطبيقها قريبا مثل استخدام التقنية الذكرية وحماية مصادر الطاقة وتقليل الهدر وتطبيق مبدأ الثوب والعقاب على الشركات التي تقوم بالصيانة .

مما ادلى به المسئولان في جدة وجيزان يتضح انه لا توجد خطة محكمة يتم بموجبها صيانة ونظافة المساجد فبعض العقود تشمل مائة مسجد وعقد صيانة ثمانية مساجد بأربعة ملايين في حين ان عقد مسجد الملك سعود بالشرفية يبلغ خمسة ملايين ريال ، واذا اعتبرنا ان العقود  هي للنظافة ، فهل يحتاج مسجد الملك سعود لهذا المبلغ للنظافة فقط ، ومعلوم ان الوزارة كانت وما زالت تقوم بتعيين أئمة ومؤذنين لكل المساجد ، وكانت تعين فراشين ايضا ، وكانت اوضاع المساجد افضل مما هي عليه الآن ، وكان هناك مراقبة ومتابعة ، وكانت الوزارة تعطي شهادات شكر وتقدير للمساجد التي تتميز بالنظافة ، وكان الوزير عبد الوهاب عبد الواسع يوقع تلك الشهادات بنفسه ، وفي بعض الاحيان يسلمها بنفسه ايضا ، واحيانا اخرى يسلمها من ينوب عنه ، ولم تكن التكلفة كبيرة ، ولا يمكن مقارنتها  بالمبالغ الكبيرة التي تصرف للشركات والمؤسسات التي توقع العقود وتستقدم عمال برواتب بخسة يتولون العمل الفعلي ، وقد يخلص البعض في العمل لأنه يعمل في مسجد ويرجو الاجر والثواب من الله ، وقد يهمل البعض لشعورهم بعدم الانصاف وانهم يعملون بعقود اشبه بعقود الاذعان ، واعتقد ان الحل في ان تتولى وزارة الشئون الاسلامية تعيين فراشين للمساجد كما تعين الأئمة والمؤذنين ويمكن لها استقدام عمال برواتب مجزية وسوف يحرص العمال على العمل بجد واخلاص اذا حصلوا على كامل حقوقهم ، ولا بد من المتابعة والمراقبة والعمل بمبدأ الثواب والعقاب ، ويلاحظ انه بسبب ضعف المراقبة والمتابعة ، فكثير من الأئمة والمؤذنين غير منضبطين ويعتمدون على الفراشين        

Comments are disabled.