وردعن رسول الله صلى الله عليه وسلم انه قال : اذا كان اول ليلة من شهر رمضان صفدت الشياطين ومردة الجن ، وغلقت ابواب النار فلم يفتح منها باب ، وفتحت ابواب الجنة فلم يغلق منها باب وينادي منادي : يا باغي الخير اقبل و يا باغي الشر اقصر ، ولله عتقاء من النار وذلك كل ليلة رواه الترمذي .

هل التزم المسلمون بالنهج الذي دعا اليه الرسول صلى الله عليه وسلم ؟ هل فهموا روح الصوم وهل طبقوا الحكمة التي من اجلها فرض الصوم ام اننا ابتعدنا عن منهج الصوم وعن حكمة الصوم ، وصحيح اننا امتنعنا عن الاكل والشرب في نهار رمضان ، ولكننا حولنا ليل رمضان الى نهار ، وعطلنا مصالح الناس بحجة الصيام مع ان التاريخ الاسلامي يشهد بأن المسلمين الاوائل لم يكونوا يؤجلون الاعمال والمصالح اثناء رمضان بل كانوا يخوضون الحروب ويصارعون الاعداء ويحققون الانتصارات  وهم صائمون في شهر رمضا ، فما الذي حدث وكيف تغير المسلمون ولم يعد رمضان شهر عبادة وعمل بل حولناه الى شهر اكل ونوم وسهر ومشاهدة الافلام والمسلسلات ، وافضل وصف لواقع المسلمين في رمضان ما تضمنته محاضرة للداعية الشيخ سعيد بن مسفر القحطاني التي القاها في احد المساجد وبحضور عدد كبير من المصلين وتم نقلها بواسطة شبكة التواصل الاجتماعي وفيما يلي سوف  انقل ملخص عنها :   

 يقول الشيخ سعيد بن مسفر : انه لا حظ ازدحاما شديدا على اسواق الخضار واماكن بيع اللحوم وفي اسواق المنتجات الغذائية ، وعندما سأل عن اسباب هذا الزحام ؟ قيل له انه بسبب رمضان فقال : بأسلوبه الساخر : هل فرض رمضان للأكل ام للصوم ؟ ويؤكد ان رمضان فرض للصوم ، وان الحكمة من مشروعية الصيام هو المحافظة على صحة الانسان وان يشعر الناس بحاجة الفقراء والمعدمين ، ولكن للأسف انه يرى الناس واقبالهم على الطعام وكأنهم كانوا صائمين طوال العام وجاء رمضان ليأكلوا . ويقول ان هذا خطأ  ومناف لحكمة الصيام ، ولكن الذي يحصل هو ان الرجل يذهب الى السوق من وقت مبكر ويبتاع اشياء كثيرة ويعود بها الى البيت مع صلاة الظهر ، ثم تبدأ سيدة البيت في الطبخ والنفخ والسنبسة أي عمل السنبوسة ، ومن المغرب حتى الفجر والناس تأكل ، حتى ان احد السائلين سأله ان كان عليه ان يمسك مع قول المؤذن الله اكبر أي في بداية اذان الفجر أم مع قوله : لا اله الا الله أي مع نهاية الاذان ، مما يدل على انه يريد يستمر في الاكل الى نهاية الاذان ، ويقول الشيخ : انه سأل السائل ان كان يفطر عند المغرب مع قول المؤذن الله اكبر في بداية الاذان ، ام ينتظر حتى يصل الى قول لا اله الا الله أي مع نهاية الاذان فقال السائل انه يفطر مع قول المؤذن الله اكبر في بداية الاذان ، فقال له فكذلك تمسك مع قول المؤذن الله اكبر . ثم يعود لنقد الناس في عاداتهم في الاكل فيقول ان الشخص يفطر على كمية من الطعام يمكن ان ترهق معدة جمل وليس انسان ، بحيث انك لو زرت  عيادات الباطنية في المستشفيات لوجدتها مزدحمة بالمراجعين ، والكل يشتكي بطني بطني ، ويقول طبعا بطنك من يدك فعندما يجلس على الافطار ويأكل عددا كبيرا من السنبوسة وصحن تمر زبديتين شربة وكأسين عصير ، ثم يقوم للصلاة بصعوبة ، وبعد الصلاة يعود ليجد السفرة عامرة بكل ما لذ وطاب ، وعليه ان يأكل وإلا غضبت زوجته فمن غير المعقول ان تتعب طول النهار في الطبخ  والنفخ ثم لا يأكل الرجل ، وتقوم بتقديم الطعام الى الزوج ليأكل حتى  يصبح غير قادر على الحركة ، ثم تأتي بالحلويات ولا بد من اخذ شيئا منها حتى لا تغضب الزوجة بعد ان تعبت في تجهيزها ، وعندما يفكر في الذهاب لصلاة التراويح ، تجده يسأل عن مسجد يخفف صلاة التراويح  ، لأنه غير قادر على اداء الصلاة بشكل طبيعي مع امام يطول في الصلاة بسبب كثرة الاكل ، ثم يقول الشيخ  : نحن لا نقول جوعوا  ، ولكن نقول كلوا واشربوا ولا تسرفوا كما ورد في القرآن الكريم ، وكما قال النبي صلى الله عليه وسلم ( ما ملأ ابن آدم وعاء شرا من بطنه فإن كان لابد فاعلا فثلث لطعامه وثلث لشرابه وثلث لنفسه )  ولكن اين من يطبق هذا التوجيه ؟ بل ان معظم  الناس تستخدم الثلاثة اقسام للأكل فلا يكاد الواحد منهم يستطيع التنفس إلا بصعوبة وهذا مخالف لحكمة الصوم . 

Comments are disabled.