عنوان هذا المقال هو عنوان محاضرة القاها الاستاذ الدكتور غازي جمجوم  في صالون الدكتور عبد المحسن فراج القحطاني الادبي بجدة  والمعروف باسم ( اسبوعية القحطاني ) والتي يستضيف فيه شخصية علمية او ادبية او ثقافية ليلقي محاضرة في موضوع معين ، ثم يسمح للحضور بالمداخلات والتعليقات على المحاضرة ، وتوجيه الاسئلة للمحاضر ، وكان محاضر الاسبوع الماضي هو البرفسور غازي عبد اللطيف جمجوم ، وقد ادار المحاضرة وقدم المحاضر الاستاذ الدكتور محمد بسيوني الاستاذ بجامعة الملك عبد العزيز ، الذي اشار في تقديمه للمحاضر انه درس البكالوريوس والماجستير والدكتوراه  في الولايات المتحدة الامريكية في تخصص الكائنات الدقيقة ، وعاد ليدرس في جامعة الملك سعود بالرياض ، ثم جامعة الملك خالد في ابها واخيرا في جامعة الملك عبد العزيز بجدة ، له عدد كبير من الابحاث ، وكتب عددا كبيرا من المقالات ، كما قام بتأسيس وادارة مركز التميز للبحوث العلمية في مجال البيئة ، ثم تم اختياره لعضوية مجلس الشورى ، واستمر في مجاله بالمختبرات النوعية بعد تقاعده ، ولكن في القطاع الخاص ، وبعد تقديم المحاضر من قبل مدير الجلسة ، قام صاحب الاسبوعية وكعادته مع كل المحاضرين بإلقاء كلمة مختصرة  اثني فيها على المحاضر وقال ان علاقته بالضيف تعود الى فترة العمل بالجامعة عندما كان هو عميدا لشئون الطلاب ، وعرف عن المحاضر حبه للأدب ومساهمته فيه ، كما اثنى على  مدير الجلسة ورحب بالحضور خصوصا اولئك الذين يحضرون لأول مرة ، ومنهم شخصيات بارزة في المجتمع .

ثم بدأ الدكتور جمجوم محاضرته بالحديث عن الكرة الارضية كأهم ما يملك الانسان ومع ذلك يعمل على تدميرها من خلال إفساد البيئة ، ونتج عن فسادها كوارث طبيعية مثل كارثتي تشير نوبل وفوكوشيما الناتجة عن التلوث الذري ، وكارثة بهوبال بالهند الناتجة عن التلوث الكيماوي ، وحرائق الغابات ، وكارثة ثقب الاوزون الناتج عن التلوث الغازي ، حتى ان الاحصائيات الطبية تثبت ان  24 % من الامراض ناتجة عن التلوث البيئي .

بعد ذلك تحدث الدكتور الجمجوم عن البيئة في المملكة ، وفي جدة على وجه الخصوص ، وما شهدته من تعديات على مصبات المياه في الأودية والتي ادت الى كارثة سيول جدة ، كما اشار الى تلوث بحيرة الاربعين التي كانت متنفسا لأهل جدة في سابق الايام ، واشار الى ان المشكلة الكبرى في جدة هي احاطة سواحل جدة بالأبنية والأسوار العالية ، وهي الظاهرة السلبية التي دفعته لتأليف كتابه ( نافذة على البحر ) وختم د. جمجوم محاضرته بالقول انه متفائل بعد ان رأى بعض الآمال تتحقق مثل الحدائق الوطنية واجملها حديقة عسير ، والواجهة البحرية في جدة ومسارات المشي ، وانشاء محميات طبيعية للحيوانات المعرضة للانقراض وانشاء وزارة للبيئة ، وأكد ان الاهتمام بالبيئة ليست ترفا بل واجبا وطنيا على الجميع الاهتمام به وحمايته .

بعد انتهاء المحاضر من محاضرته تداخل عدد كبير من الحضور الذين اعربوا عن شكرهم للمحاضر على محاضرته القيمة ، كما اثنوا على مدير الجلسة وعلى تقديمه الرائع ، كما شكروا صاحب الاسبوعية على حسن اختياره وتنوع ضيوفه ، وابدوا بعض الملاحظات على ما ورد في المحاضرة ، كما وجهوا للمحاضر بعض الاسئلة ، ومن اهم الملاحظات التي طرحت اختفاء ظاهرة الغربان التي كانت تقضي على الجرذان ، وقد اجاب المحاضر على هذه الملاحظة بالقول : انه من الخطأ علاج خطأ بخطأ مثله فقد احضرت الغربان لتقضي على الجرذان ولكنها اصبحت مشكلة في حد ذاتها ، مما ادى الى التخلص منها ومما يدل على ان محاولة التأثير على البيئة بطريقة غير سليمة يأتي بنتائج عكسية ، كما ذكر اكثر من متداخل مدى اخطار البلاستك على البيئة وكيف يمكن التغلب على ذلك الخطر ؟ وكان جواب المحاضر ان الحل يكمن بيد الانسان نفسه ، اما احد المتداخلين فقد اعترض على ما ظن المحاضر كان يطالب بمنع الاحتطاب والصيد وقال : ان الصيد وجد لمن يصيد والحطب وجد لمن يحطب ، فكان جواب المحاضر انه طالب بمنع الاحتطاب الجائر والصيد الجائر ولم يطالب بمنع الصيد والاحتطاب المعقول ، وفي نهاية المداخلات والرد عليها من قبل المحاضر ، تسلم المحاضر كالعادة شهادة شكر وتقدير من قبل صاحب الاسبوعية ، وكذلك مدير الجلسة تسلم شهادة مماثلة .                                                                                                

Comments are disabled.