التقاعد هو مرحلة عمرية عندما يصلها الموظف يجب عليه التوقف عن العمل بقوة النظام ، وتختلف هذه المرحلة من بلد الى آخر ، ففي المملكة العربية السعودية تقف هذه المرحلة عند سن الستين على نظام التقويم الهجري ، وهناك بلاد تجعل سن التقاعد عند سن الثانية والستين وهناك بلاد اخرى ربما يصل سن التقاعد لديها الى  سن ستة وستين ، ليس على النظام الهجري وانما على نظام التقويم الميلادي ، وحسب علمي ان المملكة العربية السعودية هي البلد الوحيد الذي يتبع التقويم الهجري ، وهناك مطالبات بجعله حسب التقويم الميلادي ، وقد بدأت الدولة باتباع التقويم الميلادي في صرف الرواتب الشهرية لموظفي الدولة حتى تتماشى مع المعمول به دوليا وعربيا وايضا محليا في القطاع الخاص ، مما يجعل الموظف يخسر أحد عشر يوما في السنة .

 قد يطلب الموظف الاحالة الى التقاعد قبل الوصول الى هذه السن التي يحددها النظام وذلك بعد ان يكون قد قضى عشرين سنة او اكثر ، ولكن بشرط موافقة الجهة التي يتبعها الموظف ، أما بعد خمسة وعشرين سنة فيمكنه طلب التقاعد ويحصل عليه بقوة النظام ، وليس من حق احد إيقافه ، كما ان من يصل الى سن التقاعد ويرغب مواصلة الخدمة وللجهة التي يعمل بها حاجة اليه ، فيمكن تمديد خدمته للمدة التي ترغب الجهة التي يعمل بها ولكن بعد موافقات واجراءات صعبة ، ويجد البعض ممن اكملوا المدة النظامية واستحقوا التقاعد ومددت خدماتهم انهم يعملون بدون مقابل او بزيادة طفيفة على ما يستحقونه لو انهم احيلوا الى التقاعد عند استحقاقهم له ، ولذلك فالتمديد لهم لا يستفيدون منه ماديا ومع ذلك يحرص البعض من الموظفين على التمديد لسبب او لآخر وربما من اهم الاسباب التي تجعل الموظف يفرح بالتمديد وقد يسعى اليه اشغال نفسه حتى لا يشعر بالفراغ الذي  سيشعر به في حالة تقاعده خصوصا اذا كان يشغل منصبا ويعمل تحت سلطته مجموعة من الموظفين ، او يكون في مركز مرموق ويستفيد من وجوده في هذا المركز معنويا على الاقل ، اما اذا لم يمدد له فيفرض عليه النظام  التوقف عن العمل ، بعد ان يصل عمره الى الستين وهو الحد المسموح به نظاما ، او يبدي رغبة في الاحالة على التقاعد اذا كانت خدمته قد وصلت الى ما يسمح به النظام .

اكتب هذا الكلام عن التقاعد والمتقاعدين بمناسبة حلول موسم التقاعد في المملكة العربية السعودية ، ففي غرة شهر  رجب من كل عام يحال الى التقاعد كل موظفي الدولة الذين وصلوا الى سن الستين قبل بداية شهر رجب ، وقد حددت الدولة اول رجب كيوم ميلاد كل الموظفين باعتبار انهم لا يحملون شهادات ميلاد ، كونهم ولدوا قبل ستين سنة ولم يكن هناك شهادات ميلاد ، فاختارت الدولة الاول من شهر رجب ليكون التاريخ الذي تعتمده الجهات المختصة عن التقاعد  لتحدد موعد التقاعد لجميع الموظفين ، إلا لمن لديه شهادة ميلاد فيعامل بموجب شهادة ميلاده ، ولكن حتى بعض من لديه شهادة ميلاد يفضل ان يعامل مع زملائه وحسب المثل الذي يقول : ( الموت مع الجماعة رحمة ) ، وهنا يعتبر ان التقاعد مع الزملاء رحمة وتسلية ، وقد يتكتل الزملاء الذين يحالون الى التقاعد ويفكرون في مشروع يستفيدون منه ماديا ويشغلون به الفراغ الذي يحدثه التقاعد في حياتهم ، واعرف زملاء اثروا بعد التقاعد ، وكانت الوظيفة تحجزهم من حيث الوقت ، فلم يكن لديهم الوقت الكافي للتفكير في أي شيء خلاف الوظيفة ومسئولياتها ، أما وقد منحهم التقاعد الوقت الكافي للتفكير في مشاريع صغيره تدر عليهم مبالغ جيدة ، وتشغل الفراغ الذي يشعر به من يحال الى التقاعد ، كما ان المتقاعد الذي ليس له اهتمامات تشغل وقته خارج المنزل ، يضطر الى البقاء داخل المنزل ، وهنا يدخل في معمعة النقد المنزلي ، فلا شيء يعجبه ويتدخل في ما لا يعنيه من شئون المنزل مما يثير حفيظة ربة البيت وتدخل في جدل معه قد يتطور الى خناقة لا تحمد عقباها .

Comments are disabled.