ربما يكون المشي هو اهم رياضة واقدم رياضة على مدى التاريخ ، وهو  الرياضة التي مارسها الناس منذ وجدوا على هذه الارض ، ومنذ ان اخرج ادم من الجنة بعد ان اغواه الشيطان بالأكل من الشجرة التي نهاه الله عنها ، وقال الله ( اهبطوا منها جميعا فإما يأتينكم مني هدى فمن تبع هداي فلا خوف عليهم ولا هم يحزنون  صدق الله العظيم) وتذهب الاساطير الى ان آدم نزل في الهند ونزلت حواء في جدة وبدأ كل منهما يبحث عن الآخر مشيا على الاقدام حيث لم يكن هناك أي وسيلة نقل والتقيا في عرفة ، ولذلك فالمشي هو الرياضة التي مارسها آدم وحواء وكافة الانبياء والرسل والناس جميعا ، ثم سخر الله للناس الجمال والخيل والبغال والحمير كوسائل للمواصلات ، ولكن ظل المشي اهم رياضة ووسيلة مواصلات على مدى التاريخ  والى ما قبل مائة سنة تقريبا عندما دخلت رياضات اخرى ووسائل نقل غير تلك التي كانت سائدة ، ولكن بقي المشي هو الرياضة التي يمارسها الجميع وبمقادير مختلفة ، وبرغبة الانسان او غصبا عنه ، فقد كان الجميع يمارس رياضة المشي سواء كرياضة او كوسيلة للانتقال من مكان الى آخر ، خصوصا لغير القادرين على تملك وسائل النقل الحديثة مثل السيارات والطائرات والقطارات ،

وحتى في وجود القدرة على تملك وسائل النقل التقليدية مثل الجمال والخيل والبغال والحمير ، فقد بقي للمشيء مكانته حتى انتشرت وسائل النقل الحديثة وتعبدت الطرق ، عند ذلك فقد المشيء دوره كوسيلة مواصلات  ولم يعد المشي هو الرياضة الاولى واصبح يمارس من قبل البعض كهواية ، وكوسيلة للحفاظ على اللياقة البدنية ممن لا يجيد انواع اخرى من الرياضات ، او ربما لا يستطيع ممارستها لسبب او لآخر .

ثم جاءت كرة القدم واصبحت هي الرياضة الاولى في العالم ، ربما باستثناء دول شبه القارة الهندية والتي لا تعتبر كرة القدم الرياضة الاولى عند تلك الشعوب ، وانما تتغلب عليها لعبة الكركت ، مع وجود كرة القدم ولكنها تأتي في الدرجة الثانية ، ويلاحظ اهمية كرة القدم في اقبال الناس على دفع المبالغ الكبيرة نسبيا لشراء الاجهزة التي بموجبها يستطيع الشخص متابعة المباريات التي تقام في اماكن مختلفة من العالم وخصوصا المونديالات التي تقام كل اربع سنوات ، وتتنافس الدول على استضافتها وتنفق المبالغ الطائلة في سبيل ذلك والتي تصل الى المليارات ، فتبني الفنادق والملاعب وترصف الشوارع  ، ويدرب الشباب والشابات على  جودة الاستقبال وحسن التعامل مع الضيوف ، وتحسين صورة البلد كما حصل في روسيا اثناء فترة المونديال الاخير الذي اقيم في ذلك البلد ووصف بالنجاح من قبل الجميع  .

كما يظهر حب الناس لكرة القدم في قلة الزحام في الشوارع اثناء المباريات حتى ان البعض يتمنى ان تستمر المباريات كل يوم ليرتاح من ازعاج الزحام الخانق في بعض الاحيان ، ويلاحظ اهميتها في اهتمام الناس في مجالسهم والحدة في مناقشاتهم والتعصب للفرق المختلفة والقدرة على فهم قوانينها ونقد اداء اللاعبين والحكام والخطأ والصواب في قراراتهم ،

وقد تجد رجل امي ولكنه ملم بقوانين كرة القدم ، ومتابع للمباريات ويمدح ويقدح في اداء الحكام ويطلق التوقعات بفوز هذا الفريق وخسارة ذلك ، ويحدد اخطاء اللاعبين ، والفرص التي اضاعوها والاسباب التي جعلت هذا الفريق يفوز وذلك يخسر ، مما يجعل قوانين كرة القدم نموذجا يتمنى الجميع ان يعم كل مناشط الحياة .

في المونديال الذي اقيم في روسيا مؤخرا تأهلت اربع فرق عربية ولا اظن احدا كان يتوقع ان يكسب أي فريق عربي الكأس ، ولكن ايضا لم يكن احد يتوقع ان تخرج كلها من الدور الاول ، وكان اداؤها متذبذبا فمثلا كان من سوء حظ منتخبنا الوطني انه لعب اول مباراة مع فريق روسيا صاحب الارض والجمهور ، ولم يكن اداؤه مقبولا في تلك المباراة ، ولكنه اجاد في المباراة الثانية ولم يحالفه الحظ ، أما في المباراة الثالثة فقد فاز ، واصبح هو الفريق العربي الوحيد الذي خرج بثلاث نقاط ولم يرجع خاوي الوفاض .

الرياضة في بلادنا ، وكرة القدم على وجه الخصوص ، قد حققت نجاحات في السابق ، وكان المأمول منها ان تستمر في تحقيق المزيد من النجاحات ، ولكن للأسف تراجع اداؤها في السنوات الاخيرة ، ولعل المسئولين عنها يبحثون عن الاسباب التي ادت الى تراجعها ويعالجونها ، كما يجب متابعة الموهوبين في هذا الجانب والبحث عنهم في كل المدن والقرى والعناية بهم وتوفير الامكانيات التي تنمي قدراتهم ومواهبهم فلعل وعسى يخرج  لنا من يشبه ميسي او رولاندو  وامثالهم .

Comments are disabled.