نظم المجلس الباكستاني للمنقطعين ( PRC ) ندوة للاحتفال بفوز رئيس وزراء باكستان الجديد عمران خان في الانتخابات التي عقدت مؤخرا ، وحقق فيها حزب حركة الانصاف الذي يتزعمه عمران خان اكبر عدد من مقاعد البرلمان وتمكن بالتحالف مع احزاب صغيرة وبعض المستقلين من تشكيل الحكومة الجديدة .

بدئت الندوة بتلاوة من القرآن الكريم ، ثم تحدث عدد من زعماء الجالية الباكستانية في جدة ، وقدموا اجمل التهاني لرئيس الوزراء الجديد متمنين ان يحقق كل الوعود التي قطعها على نفسه واهمها محاربة الفساد ، والقضاء على الهدر والتبذير الذي استنفذ موارد الدولة ، وحملها مبالغ هائلة من الديون التي اثقلت كاهل الخزينة العامة ، مما ادى الى تعطيل الكثير من المشاريع التنموية ، ثم تمنوا عليه حل مشكلة الباكستانيين المنقطعين في بنغلادش منذ انفصال باكستان الشرقية في عام 1971 ، وان تكون حكم حكومته  مختلفة عن الحكومات التي تعاقبت على حكم باكستان ووعدت بنقل وتوطين اولئك المنقطعين الذين ضحوا بكل شيء  من اجل باكستان ، ولم يعطوا حقوقهم الاساسية كمواطنين مثل بقية  مواطني باكستان ، واجبروا على العيش في مخيمات بائسة تفتقد لأبسط متطلبات الحياة الطبيعية ، في وسط معادي لهم ومعتبرهم خونة لانهم وقفوا بجانب الجيش الباكستاني للمحافظة على وحدة باكستان اثناء الحرب الاهلية التي انتهت بقيام دولة بنغلادش .

عندما جاء دوري في الكلام ، شكرت منظمي الندوة على دعوتي لهذه الندوة التي عقدت لتهنئة رئيس الوزراء الجديد عمران خان بالمنصب الجديد ، وانا في الوقت الذي ارفع له التهنئة ، ادعو الله له بالعون والثبات ليحقق الوعود التي قطعها على نفسه والتي جعلت الشعب يختاره لحكم هذا البلد الذي يعتبر من اوائل دول العالم من حيث عدد السكان ومن حيث القوة العسكرية ومن حيث انه احدى الدول الاعضاء في النادي النووي على مستوى العالم ، كما ان الشعب الباكستاني يتمتع بثروة بشرية كبيرة وقوية وفاعلة ويمكن ان يحقق المعجزات اذا ما وفق في ادارة نظيفة وشفافة ونزيهة ، واذا قام السيد عمران خان بالوفاء بما وعد به بعد ان تم اختياره رئيسا للوزراء من حيث اعلن انه سيبيع الاسطول الموجود من السيارات المصفحة والمقاومة للرصاص ، وسوف يكتفي باثنين من الخدم بدلا من 524 موجودين الآن ، وانه سيسكن في بيت مكون من ثلاث غرف نوم بدلا من القصور التي كان يسكنها رؤساء الحكومات قبله ، وقال انه سيطالب الشعب بالتقشف ، والاثرياء بدفع الضرائب حتى يتمكن من تسديد الديون التي تثقل كاهل باكستان ، وقال انه سيتعامل مع الولايات المتحدة كأصدقاء وليس كعملاء ، وسيشاركها في السلم وليس الحرب .

وفي الجزء الاخير من كلمتي ركزت على مشكلة الباكستانيين المنقطعين  في بنغلادش منذ عام 1971 ويعيشون في وضع مزري وطالبت رئيس الوزراء الجديد بنقلهم وتوطينهم في البلد الذي اختاروا الهجرة اليه منذ البداية وضحوا بكل شيء من اجله ومن غير المعقول ولا المنطقي ولا الانساني تركهم يعيشون في مخيمات بائسة ، ولذلك فالمطلوب من السيد عمران خان في المقام الاول منحهم جوازات سفر باكستانية ، مثل غيرهم من الباكستانيين ثم العمل على نقلهم وتوطينهم في باكستان ، وسبق ان تقدم PRC بخطة لنقلهم وتوطينهم على اساس التمويل الذاتي أي ان يتم حل مشكلتهم على حسابهم ويقومون فيما بعد بتسديد ما صرف عليهم بالتقسيط الميسر ، وهناك ما عرف بوقف الرابطة الذي اسسه الجنرال ضياء الحق بالتعاون مع رابطة العالم الاسلامي عندما كان الدكتور عبد الله عمر نصيف سكرتيرا عاما لها ويقوم على اساس التبرعات الخيرية ، ويمكن لرئيس الوزراء الجديد ان يقوم بإحياء الوقف والبحث عن مصير المبلغ الذي كان في حسابه ، واذا وجدت الارادة الجادة لحل مشكلة حوالي ربع مليون باكستاني منقطعين في بنغلادش منذ 47 سنة فلن يكون الحل صعبا ، ولو  طلب من الشعب الباكستاني الاستغناء عن شرب الشاي ليوم واحد فقط ، فان قيمة ذلك ستكفي لتمويل نقلهم وتوطينهم ، أما تجاهل ذلك العدد من الباكستانيين الغيورين يعيشون حياة مزرية ويحرمون من ابسط حقوقهم الوطنية فإن ذلك سيبقى نقطة سوداء تسيء لتاريخ باكستان ، ولفكرة باكستان وللقادة الذين ضحوا وناضلوا حتى وجدت باكستان ، واعود واذكر الجميع بقول القائد الاعظم ( لولا المذبحة التي حصلت في بيهار لما قامت باكستان ) .                                                                                                                             

Comments are disabled.