نظم المجلس الباكستاني للمنقطعين ( PRC ) ندوة في جدة بعنوان ( التقنية النووية وحاجتنا والمسئولية تجاهها ) بمناسبة مرور 20 عاما على تفجير باكستان اول قنبلة نووية فيما عرف بيوم التكبير وهو اليوم الذي اصبحت باكستان فيه عضوا في نادي الدول النووية وكان ذلك في عام 1998 ، وقد تعرضت لضغوط كبيرة من الدول الغربية بالعدول عن امتلاك سلاح نووي ، ولكن كان رد رئيس وزراء باكستان نواز شريف : ان الموضوع موضوع حياة او موت ولا يمكن قبول أي مساومة في هذا الشأن .
حضر الندوة زعماء الجالية الباكستانية في جدة ، وقد بدئت الندوة بتلاوة مباركة من القرآن الكريم وتحدث بعده حامد اسلام نائب رئيس المجلس قائلا ان فوائد الطافة النووية لا تقتصر على الناحية العسكرية وانما تتعداها الى الاستخدامات السلمية في الصحة والزراعة وغيرها ، كما طالب بنقل وتوطين الباكستانيين المنقطعين في بنغلادش والضغط على الهند لإجراء الاستفتاء في كشمير . وتحدث بعده شودري رياض شوما وشكر المجلس على تنظيم الندوة عن هذا الموضوع الهام ، أما شمس الدين الطاف الذي تحدث باللغة العربية فقد شكر المنظمين للندوة ورحب وشكر ضيف الشرف في الندوة ، وكذلك فعل طيب موساني الذي ناشد الحكومة الباكستانية بسرعة حل مشكلة الباكستانيين المنقطعين في بنغلادش ، واثنى اكرم اغا على الدكتور عبد القدير خان وما قام به تجاه الانجازات العظيمة التي حققتها باكستان .
وعندما جاء دوري للحديث شكرت المجلس والقائمين عليه على تنظيم هذه الندوة للاحتفال بهذه المناسبة الغالية على الجميع ، والتي ادخلت باكستان الى نادي الدول النووية ، وكما هو معروف فان البرامج النووية بجانب دورها الرئيسي في مجال الدفاع وتوازن القوى ، له فوائد جمة في الاستخدام السلمي للتقنية النووية وخصوصا في مجالات هامة كالصحة والزراعة والطاقة والمياه وغيرها من المجالات والتي نرجو ان تكون باكستان قد حققت نجاحات في استخدام الطاقة النووية للأغراض السلمية ، كما اشرت الى الدور البارز الذي قام به الدكتور عبد القدير خان في نجاح البرنامج النووي الباكستاني والذي يستحق عليه التكريم ، وفي نفس الوقت يجب ان يستفاد من علمه وخبرته في تدريب الشباب من باكستان ومن الدول الاسلامية ، ويمكن تحقيق ذلك من خلال انشاء جامعة تحمل اسم هذا العالم القدير ويقصدها الشباب والباحثون من كافة دول العالم الاسلامي .
ثم تحولت الى مشكلة الباكستانيين المنقطعين في بنغلادش منذ انفصال بنغلادش عن باكستان ووضع ما يقارب ربع مليون انسان في مخيمات بائسة وتفتقر الى ابسط متطلبات الحياة في انتظار ترحيلهم الى باكستان فهم يعتبرون انفسهم باكستانيين وقد هاجروا من موطنهم الاصلي في الهند الى باكستان ، ووقفوا مع الجيش الباكستاني للحفاظ على باكستان موحدة ، وعندما انفصلت بنغلادش اعتبرتهم خونة وغير مرحب بهم في بنغلادش ، وطردوا من بيوتهم الى حوالي 66 مخيم في انحاء بنغلادش في انتظار نقلهم الى باكستان بناء على الوعود التي قدمتها لهم الحكومات المتعاقبة في باكستان والتي للأسف لم يتحقق منها إلا ما تم في عهد الجنرال ضياء الحق الذي انشاء ما عرف بوقف الرابطة بالتعاون مع رابطة العالم الاسلامي في عهد امينها العام السابق الدكتور عبد الله عمر نصيف وكان الهدف من هذا الوقف هو نقل وتوطين هؤلاء المنقطعين في الارض التي تبرعت بها حكومة اقليم البنجاب ، وقد توقف الوقف بعد موت ضياء الحق ، ثم حركه من جديد نواز شريف في فترتي حكمه الاولى والثانية ولكن وبسبب الانقلاب العسكري الذي قاده الجنرال مشرف توقف المشروع من جديد ، وعندما عاد نواز شريف للسلطة للمرة الثالثة فرح كل من يتابع قضية المنقطعين وظنوا ان موضوع نقلهم الى باكستان سيكون من اولوياته ، ولكن للأسف نسيها او تناساها ولم يفعل حيالها شيئا ، وهي مشكلة باكستانية كانت ومازالت مسئولية الحكومة الباكستانية وطنيا وانسانيا واخلاقيا ، وتجاهلها لا يغير من الامر شيئا ، وقيل ان لجنة برلمانية قد شكلة لدراسة مشكلة هؤلاء المنقطعين ، ولم نسمع نتيجة هذه الدراسة ، وقد طالبت واجدد المطالبة بمنحهم جوازات سفر يستطيعون بموجبها التحرك وقد يحلون مشكلتهم بأنفسهم دون اية تكلفة على الحكومة الباكستانية .
وفي نهاية الندوة تحدث المهندس احسان الحق المسئول عن المجلس فشكر الحاضرين والمتحدثين وطالب الحكومة الباكستانية بإنشاء جامعة بحثية باسم الدكتور عبد القدير خان ، كما طالبها بالضغط على المنظمات الدولية لإجبار الهند لإجراء الاستفتاء في كشمير ، وكذلك طالبها بتنفيذ الاقتراح الذي سبق ان تقدم به المجلس لحل مشكلة المنقطعين من خلال التمويل الذاتي وتكليف السفارة الباكستانية في داكا لمنحهم جوازات سفر وتأمين الخدمات الطبية والاعاشة لهم .