قرر مجموعة من النشطاء في مجال حقوق الانسان في كندا في مقدمتهم السيد فريد خان  قرروا ، جعل يوم 25 اغسطس الجاري يوما لذكرى الإبادة الجماعية لاقلية مسلمي الروهنجيا في ميانمار على يد المجموعات البوذية المتطرفة ، وبموافقة ومشاركة الجيش والامن في ذلك البلد تحت رعاية زعيمة الحزب الحاكم اونق سان سو تشي الحاصلة على جائزة نوبل للسلام ، والتي رفضت استنكار ما تعرضت له هذه الاقلية والتي صنفتها تقارير الامم المتحدة ممثلة بمجلس حقوق الانسان ، بانها اكثر اقلية تعرضت للاضطهاد في العالم .

وكان السيد فريد خان ورفاقه من الناشطين في مجال حقوق الانسان في كندا والذين خصصوا يوم 25 اغسطس كيوم الابادة الجماعية لأقلية مسلمي الروهنجيا ومعهم عشرات الالوف قد وقعوا عريضة تقدموا بها الى رئيس وزراء كندا يطالبونه بسحب الجنسية الكندية الفخرية التي سبق ان منحت للسيدة اونق سان سو تشي  عندما كانت تنا ضل ضد الحكم العسكري في ميانمار ، والذي كان يحكم البلد بالحديد والنار ، وكان مسلمو الروهنجيا من ضمن  ضحاياه حيث تعرضوا للاضطهاد والقتل والتشريد ، وهرب منهم مئات الالوف للدول المجاورة وخصوصا الى بنغلادش ، وكان العالم كله يتعاطف مع السيدة سان سو تشي والتي كانت تحت الاقامة الجبرية من قبل العسكر ، وادى الضغط الدولي على الحكام العسكريين الى جعلهم يخففون قبضتهم ويطلقون سراحها ، ويقررون إجراء انتخابات عامة مع احتفاظهم ببعض الوزارات السيادية وبربع مقاعد البرلمان ، وعندما اجريت الانتخابات اكتسح حزبها الانتخابات ، ولكن حتى قبل ان تتسلم السلطة كانت ترفض ادانة ما يتعرض له مسلمو الروهنجيا بالرغم من المطالبات التي تلقتها من شخصيات عالمية مثل الدالاي لاما  زعيم البوذيين في اقليم التبت ، ومن بابا الفاتكان ، ومن شركائها في جائزة نوبل للسلام وفي مقدمتهم رجل الدين المسيحي الجنوب افريقي دزموند توتو ، الذي وجه لها رسالة طالبها بضرورة اعطاء اقلية الروهنجيا حقوقهم ووقف التنكيل بهم ، ولكنها كانت تراوغ وتدعي صعوبة الوضع ، وكان الجميع يظن انها عندما يتسلم حزبها السلطة سوف تتخذ الاجراءات التي تحفظ للجميع حقوقهم التاريخية والقومية والانسانية ، ولكن للأسف ما حصل في عهدها كان اضعاف ما حصل قبل وصولها الى السلطة ، مما قدم الدليل القاطع على عنصريتها ، ومشاركتها فيما تعرض له مسلمو الروهنجيا من قتل وطرد واغتصاب وحرق لقرى بكاملها وهدم للبيوت والمساجد حتى التاريخية منها ، وما قررته المنظمات الحقوقية الدولية وفي مقدمتها مجلس حقوق الانسان التابع للأمم المتحدة ، مما يجعل حملها للجنسية الفخرية لكندا يلحق العار بكندا ويجعلها شريكة ولو بصفة غير مباشرة في جريمة الابادة الجماعية لهذه الاقلية الاكثر  اضطهادا في العالم حسب تقارير الامم المتحدة .

عرف جوستن ترودو رئيس وزراء كندا بتعاطفه مع القضايا العادلة ، كما عرف بارتباطه القوي بالمسلمين الكنديين واحترامه للدين الاسلامي وشعائره وخصوصا الصوم ، فكان يصوم ايام من شهر رمضان كنوع من التضامن مع مسلمي بلاده ، واحتراما لشعيرة الصوم وتأكيدا لفائدة الصوم الصحية ، ومن غير المعقول ان يوافق او يسكت على من يرتكب الابادة الجماعية ضد المسلمين في دولة ميانمار ، كما انه من غير المنطق تكريم انسانة اثبتت عنصريتها بسكوتها على الجرائم التي ترتكب ضد الانسانية وعندما وصلت للسلطة قامت هي وحكومتها بتكثيف تلك الجرائم وتم قتل وتشريد وطرد مئات الالوف  في عملية تطهير عرقي لم يشهد له مثيل في التاريخ الحديث ، ومع اعتراف الامم المتحدة بما يعانيه مسلمو االروهنجيا إلا انها تعجز عن فعل أي شيء لإيقاف الجرائم التي يرتكبها الجماعات البوذية المتطرفة ويساعدها الامن والجيش البورماوي وبمباركة سان سو تشي الحاصلة على جائزة نوبل للسلام ، مما ادى الى هروب مئات الآلاف الى دولة بنغلادش بحثا عن الامن وهروبا من القتل والحرق والاغتصاب الذي تعرضوا له في بلدهم ومع انهم ربما شعروا بالأمن  في بنغلادش ، ولكنهم يفتقدون الى ابسط متطلبات الحياة ، وليس في استطاعة بنغلادش تحمل الاعداد الكبيرة من اللاجئين الجدد الذين ينضمون الى الاعداد التي لديها من قبل ، ومع ان حكومة ميانمار اقد ابدت استعدادها لعودة هؤلاء ولكنهم لا يثقون فيما تقوله تلك الحكومة ويخشون ان يلاقون نفس المصير ، ولا يقبلون العودة بدون ضمانات من الامم المتحدة ومن منظمة التعاون الاسلامي والمنظمات الاخرى وتعويضات لما فقدوه ، كما يجب ان يعودوا الى قراهم وليس الى مخيمات تنوي تلك الحكومة العنصرية عودتهم اليها .                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                 

Comments are disabled.